| سين عين |

.. أحيانا، تكفينا أشياء قليلة .. كالكتابة

Monday, August 5, 2019

كتابةٌ دون قيود

بعد انقطاعٍ دام لما يزيد عن السبع شهور ..
يحدث شيء كالعادة يشجعني على الكتابة من جديد ..
تماماً كفكرة التدوين في بدايتها ..
تلك التي لم تكن سوى اقتراح أحد الأصدقاء،
بإنشاء حساب للمدونة والشروع بالكتابة ..

الكتابة باسم وهميّ للتعبير بحرية دون قيود عما سيُكتب هنا ..
ولكن لماذا؟ لماذا التخفي؟
لماذا نشعر بثقلٍ من التعبير عما في دواخلنا؟
لماذا نخشى ما سيقالُ عنا؟
وكل تلك القصص التي سينسجها القارئ في مخيلته؟
لماذا نقلق على مشاعر أولئك الذين يحبوننا أكثر من قلقنا على مشاعرنا؟

يقول الكاتب الروائي حجي جابر، في محاضرة حضرتها له منذ وقت ليس ببعيد أن الكتابة بحد ذاتها استشفاء ..
نحن نكتبُ لأن هنالك كلام نعجز من أن نفصح عنه قولاً ..
ولكن ما أن نكتب، تصبح عملية التحدث به ممكنة ..
وإن كانت فيها شيئاً من الصعوبة ..

أوافقه الرأي وبشدة ..
وعن نفسي، فأنا غالباً ما أكتب عن تلك المشاعر التي تجتاحني، وتزاحم عقلي في محاولاتٍ مني للتخلص منها ..
أنجحُ مرة وأفشلُ في أخرى ..

مشاعر الحب، والامتنان ..
مشاعر الفقد والحزن والوحدة ..
الأصدقاء ..
الغرباء ..
و عن نفسي ..
عن نفسي وكل تلك الشخصيات الي أقرأ عنها في الروايات ..
والكتب ..
والتي أحضرها في الأفلام ..
حتى تلك التي ليست سوى من نسج عوالمي الخيالة ..

يقول مانغويل:
تتراقصُ الحُروف
تذوب
تنصَهر
تكتسحني ضوضاء كلماتٍ لا أفهمها

وهذا ما يحدث معي في كلّ مرة اكتب فيها ..
فبعض هذه الحروف مشاعر حقيقية، وأخرى ليست كذلك ..
لذا، احذورا من أن تأخذوا كل ما سيكتب هنا مستقبلاً على محمل الجد أصدقائي ..
وبذلك، يُحسب هذا الموضوع، موضوعنا الأول في هذه المدونة ..

دمتم بود،
مذيلة بسارة، هذه المرة ..


Wednesday, January 23, 2019

ثلاثةُ عمرٍ جُدد

سبق وأن ذكرت في المقالةِ الأولى بأنني لم أقررْ بعد ما سأكتبه وأنشره هنا .. وفي الحقيقة أردت قبل أسبوعٍ أن أكتبَ عن رأيي بأحدى الكتبِ التي قرأتها مؤخراً .. غير أنني لم أتشوّق كثيراً للفكرةِ ولم أتشجّع ..

أكتب عن تلك المشاعر التي تتزاحم فيّ الآن خشية أن أفقد قدرتي على التعبير عنها لاحقا .. أكتبها وكلي امتنان لأشخاصها .. أكتبها والسبب في ذلك أن لي صديقة تجودُ دائماً عليّ بدفء مشاعرها وتدفعني للكتابة بعد طولِ انقطاع .. 

رغمَ مرارة ما مررت به من فقد وقتذاك .. إلى أنني ممتنّة للأقدارِ كلّ الامتنان على تلك الأرواح التي صادفتها .. ألفتها .. وتعلقت بها .. أكثر من أي شيء آخر خلال الأشهرِ السابقة .. ‏ 

أكتب عن خارطةِ القلب التي احتلها أولئك الغرباء بسرعة .. فكّوا رحالهم في مناطقها واستوطنوها .. أولئك الأصدقاء الذين تهديك إياهم الحياة دُفعةً واحدة! 

لطالما تمكنت طوال السنواتِ السابقة من أن احافظَ على علاقاتي بكلّ من صادقت يوماً .. فمهما طالتِ المسافات وطال البعاد .. يظلّ عهدُ الصداقةِ محفوظ .. وأنا أتحدّث عن نفسي هنا، فليس من الضروري أن يكونَ شعورهم كشعوري تجاههم .. 

ماعتبتُ يوماً عبثاً .. وما أطلتُ بعاداً متعمدة -كما يحدثُ في أغلب النزاعات - ولم أخجل يوماً من أكون الطرف المبادر .. ولا من أن أكونَ الشخص الذي يبدأ بالاعتذار .. 

راضية كل الرضى ومقتنعة كل الاقتناع بأنّ الحياة أقصر من أن نضيّعها على أمورٍ تافهةٍ .. أقصر من أن نطيلَ في بعادٍ متعمدٍ أو عتاب ..

أقصر من أن نغوص في بعض التفاصيل ونغرق فيها، فلطالما كان التغاضي سر النجاة -نجاتي أنا- وإن كان البوح في بعض المواقف شرٌ لابدّ منه ..

وأخيراً .. على يقين بأنها أقصر من ندخل صراعاتٍ طويلةٍ مع أنفسنا في محاولاتٍ لاخفاء مشاعر الحبّ والشوقِ والعتب!

بذلك استطعت أن احافظَ على ثمانيةِ العمر .. وغيرهم كُثر .. ولكني اكتشفتُ مؤخراً بأن الصداقة لم تكن أبداً بالتغاضي وطول سنواتها .. بل هي أيضا ما لم أشعر به من قبل .. هي أن تتشابه فيها الأرواح برغم كل الاختلافاتِ الظاهرة .. 

هي مع أولئك الذين تتشارك معهم بنفس الألم والمعاناة والوجع .. من تحدثهم عن ما شعرت به يوماً وترى الصدق في أعينهم ما أن يقولوا: "أعرف ذاك الشعور، وأفهمك!" 

أولئك الذينَ تشعرُ بحاجتهم لكَ في الوقتِ المناسب فتمد يدك للإمساك بتلك اليد التي ما مُدّت لك .. وقبل أن تمد حقاً .. 

الصداقة هي شعاعُ الأملِ الذي تستمده منهم دون أن يعوا هم أنفسهم بذلك .. وتلك القوة التي تشعر بها لمجرد وجودهم معك لا بجانبك .. 

ممتنة للرواية .. 
ممتنة للعربية .. 
ممتنة للحلم .. 

وأعتذر عن أكواب الشاي التي أجعلك تشربينها وحدك في كل لقاء .. 
وأكواب القهوة التي تُملأ لي في محاولاتٍ لإقناعي بشربها معك كلّ مرة ..
وقناني الماء التي أطلبها معك ولا أرتشف منها سوى رشفة .. 

ممتنة للقاءات التي تطول لساعاتٍ وساعات دون أن أشعرَ بانقضائها لطولِ الأحاديث والمناقشات فيها .. وللأُخرِ التي تطولُ بها الساعات دونما سبب .. تلك التي أكتفي فيها بوجودنا سويا فقط .. والتي نحاول جاهدين أن نبحث عن مانتحدث عنه فيها .. 

ممتنة لدهشتي التي لا تنقطع وأنا معكم ..
ممتنتة لثلاثة العمر الجدد .. أكتبها اليوم على أمل أن تظلوا ثلاثة عمرٍ تحذف منها "جدد"

ممتنة لكم أصدقائي! 
Tuesday, January 1, 2019

بداية التدوين

لم تكُن خطّةُ التدوين وإنشاء المدونة بالحسبان أبدا ولم تكن من مخططات هذه السنة .. ولكن بطلب من أحد الأصدقاء في لقاءنا الأخير معاً، اقترح أن أختار اسماً لإنشاء مدونة أقوم بالكتابة فيها بشكلٍ مستمر .. 

سألته عن سبب تلك الرغبة -علماً بأنني كُنت ولا زلتُ أكتب لنفسي بين الحين والآخر- فجاء الرد بأنّه حان الوقت المناسب لرجوع المدونات كما عهدها جيله سابقاً ..

وللأمانة، ماكنت يوماً من أولئك الذين واكبوا جيل المدونات ولكن مع تعدد وسائل التواصل الاجتماعي،  قد تكون المدونات الآن هي حقاً المكان الأنسب للتعبير والكتابة بأريحية دون الالتزام بعدد معينٍ من الحروف والكلمات والسطور كما في البرامج الأخرى .. على أيّة حال، لا يخسر المرء شيئاً بالتجربة!

لا أعلم عن ماذا سأكتب، ولا أعلم إن كان الوقتُ نفسه سيسعفني بالاستمرار في الكتابة، غير أنني سأحاول ..

لذا .. أكتب اليوم مقالتي الأولى وأنا بعيدة عن الوطن .. أبدأ بها سنتي الجديدة وأهديها لك على أمل الاستمرار بالكتابة .. علها تكون بداية تحقيق غاية ظل البعض يسعى لتحقيقها منذ فترة طويلة ..